Friday 5 April 2013

Digital Attacks




  الهجمات الالكترونية  




المقدمة:
 تزايد الهجمات الألكترونية يوما بعد يوم وتعدد الأساليب والطرق المتخذة للوصول الى الفريسة لغرض أنتهاك المعلومات الشخصية والتشهير وتشويه السمع ،ولم ينته بهم الأمر إلى هذا الحد بل راحوا ينتحلون شخصيات أناس معينين فينصبون ويحتالون ومن ثم يتلاشون كالسراب في الصحراء خصوصا وان العالم بات في قرية إلكترونية واحدة، ونظراً للعدد الهائل من الأفراد والمؤسسات الذين يرتادون هذه الشبكة فقد أصبح من السهل ارتكاب أبشع الجرائم بحق مرتاديها سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات.وبسبب ازدياد عمليات القرصنة تنوعت جرائم الإنترنت وتعددت صورها وأشكالها وهي جرائم تختلف عن الجرائم المتعارف عليها، فالجاني لا يحمل مسدساً ولا يسطو على متجر، فهو جالس في بيته ولا يجد عناء في مجرد الضغط على زر يدخل به إلى شبكة الانترنت ويبدأ في اصطياد ضحاياه.ومع ازدياد الخطر من استخدام الانترنت بدأت العديد من المنظمات والهيئات إلى إطلاق الدعوات والتحذيرات من خطورة هذه الظاهرة التي تهدد كل مستخدمي الإنترنت , كما أن الجهات التي تجني الارباح من الإنترنت تتحمل قسطاً أكبر من المسؤولية لحماية أمن الشبكة، والا فإنها ستغامر بفقدان ثقة مستخدمي الشبكة بسلامة استعمالها, ونتعجب عندما نرى  لجوء العديد من الدول والشركات العلاقة إلى استخدام القراصنة أنفسهم للحد من هذه الظاهرة ففي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ مكتب التحقيقات الأمريكي ال ""إف بي آي"" الاستعانة بقراصنة الكمبيوتر لمساعدتهم في مكافحة الجريمة والإرهاب من خلال الدخول على أجهزة المستخدمين ومراقبتهم على الشبكة الدولية وسبب هذا أنهم عرفوا قدرة وأمكانيات هذه الجماعات الأجرامية التي بدأت تنظم نفسها ضمن تسميات ومن أشهرها جماعة"أنونيموس"Anonymous" وتعني المجهول وقد وصفتهم مجلة التايم الأمريكية لعام 2012 كواحدة من أكثر المجموعات تأثيرًا في العالم., وكل عام نرى الأحصائيات حول الأختراقات تتزايد وقد تصل الى الأف بالرغم من محاربتها.

المحتوى:
بين الحين وألأخر نسمع عن هجمات الأنترنيت والتي نتصورها كخيال بعيد عن الحقيقة  او أحداث فلم معين نراه ونقول في عالمنا الحقيقي لا يمكن أن يتحقق , لكننا واهميين فهذه الأفلام عبارة عن تصوير للأحداث الحالية او خطط مستقبلية تحت الأختبار , فنشاهد أفلام تصور مجموعة من  المخترقين كيف يصلوا الى المؤسسات الحكومية والأشخاص المهميين بواسطة بعض البرامج والطرق الذكيةونرى هذا السيناريوا يتحقق في عالمنا الحقيقي عندما قاموا مجموعة من الشباب الأمريكي أطلقوا على أنفسهم "الجحيم العالمي" إذ تمكنوا من اختراق مواقع البيت الأبيض، والمباحث الفيدرالية، والجيش، ووزارة الداخلية؛ لكنهم نبلاء بعض الشيء فلم يخربوا تلك المواقع، بل اقتصر دورهم على إثبات ضعف نظام الحماية في تلك المواقع، إلا أنهم حوكموا أيضًا.هؤلاء المجاميع التي تعتبرهم الشركات والمؤسسات والدول وأطياف كثيرة من الناس بأنهم مجرميين , ونرى طرف أخر يعتبرهم أبطال قوميين بل بعظهم يصورهم كمشاهير لكن في الخلاصة هذه الجماعات هم ليسوا أناس اعتياديين , أنهم يملكون عقول جبارة وتخصصات متعددة ويعرفوا كل الثغرات المتواجدة في أنظمة التشغيل والأنترنيت ويملكون عدة لغات برمجية تمكنهم من بناء البرامج الخبيثة والفايروسات الذكية ,ابتكار أساليب جديدة للوصول الى مبتغاهم.ومن هذه البرامج والوسائل  :
"الفيروس : عبارة  عن كود برمجي (شفرة) الغرض منها إحداث أكبر قدر   من الضرر؛ ولتنفيذ ذلك يتم إعطاؤه القدرة على ربط نفسه بالبرامج الأخرى عن طريق التوالد والانتشار بين برامج الحاسب حتى يحقق أهدافه التدميرية.
"حصان طراوده:  عبارة عن برامج تبدو كأنها مفيدة في ظاهرها  ,ولكنها على عكس ذلك فهي تقوم ببعض المهام الخفية  والتي تتمثل على تعطيل برامج مكافحة الفيروسات أو التجسس  بدون علم المستخدم ليسهل اختراق الجهاز وسرقة بياناته, فتسبب الكثير من الاضرار .
"برامج التجسس : هي تلك البرامج التي تقوم بمراقبة سلوك المستخدم دون علمه , و بجمع المعلومات الشخصية، مراقبة المواقع التي يزورها, التنصت على المكالمات, أو تغيير في إعدادات الجهاز بدون علمه أو موافقته على ذلك.
"الرسائل الاقتحامية : هي عبارة عن الرسائل الغير مرغوب بها ,التي تصل عن طريق  البريد الالكتروني , الرسائل القصيرة ,  البلوتوث ،أو خدمات المراسلة الفورية . وترسل معظم الرسائل الاقتحامية بدون إذن مسبق  بواسطة شركات التسويق والإعلانات  في محاولة منهم للترويج لمنتجاتهم .
نركز أهتمامنا الأن على الجماعة "أنونيموس" ألأكثر شهرة وتأثير في العالم , وحسب تعريف موقع ويكي : هي مجموعة حرة و مستقلة تعمل في مجال النضال عبر الإختراق البرمجي. وُجدت عام 2003 م على منتدى الصور (4 تشان) . مع بداية 2008 م أصبحت جماعات أنونيموس مُتعلقة بشكل متزايد بالعمل الجماعي العالمي للإختراق .فهي عبارة عن مجموعة غير مركزية من قراصنة الإنترنت، ينتشر أعضاؤها حول العالم، تقوم بعمليات اختراق على نطاق واسع ولهم علم  خاص يمثل رمز المجموعة. هذا الرمز والذي يتمثل في "شخص بدون رأس يلبس بدلة" يشير إلى عدم وجود قائد للمجموعة اضافة إلى التنظيم والسرية, أضافة الى أنهم يلبسو أقنعة خاصة .  
تزايدت كفاءة "أنونيموس"، في عام 2012 ليس فقط في اختراق المواقع والتعبير عن آرائهم، بل تمكنوا من اختراق أنظمة أمنية حساسة وتسريب بيانات حساسةوغالبا ما تتم هجمات "أنونيموس" بما يعرف بأسلوب هجمات الحرمان من الخدمة الموزعةDDoS، حيث يقوم المخترقون بإنشاء آلاف الاتصالات إلى خادم محدد مما يؤدي إلى انهياره بعد عجزه عن التعامل مع الحمل الكبير.وسوف أذكر بعض الأختراقات والأحداث المهمة لهذه المجموعة :
1.كشفت مجموعة الهاكرز الشهيرة "أنونيموس" عن نجاحها في اختراق الحسابات الخاصة لنائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة، كما تمكنت من اختراق البريد الإلكتروني الخاص به.وقامت بهذه المهمة مجموعة فرعية تسمى "زد إتش سي" وتنتمي لمجموعة "أنونيموس" الشهيرة،
2. اخترقت المجموعة موقع إلكتروني تديره وزارة العدل الأميركية مسؤول عن جمع وتحليل بيانات الحوادث المتعلقة بأمن الكمبيوتروأقرت متحدثة باسم وزارة العدل الأميركية أن مستخدما أو اكثر تسللوا إلى الموقع، وذلك بعدما أعلنت مجموعة "أنونيموس" مسؤوليتهاعن العملية.وقالت المتحدثة إن المتسللين وصلوا إلى خادم يشغل موقع مكتب احصاءات وزارة العدل، وفقا لوكالة رويترز.كما نجحت المجموعة نفسها في اغلاق موقع الاستخبارات الأميركية مرتين، الأولى في يونيو 2011، والثانية في فبراير 2012.
3.أغلقت المجموعة الموقع الإلكتروني للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لفترة قصيرة.جاء ذلك بعد يومين من أداء بوتين لليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة تستمر 6 سنوات، الأمر الذي أدى إلى خروج مظاهرات احتجاجية في شوارع البلاد.
4.أعلنت مجموعة قراصنة الإنترنت "أنونيموس"، عن قرصنة مواقع إسرائيلية كردّ على الهجوم على قطاع غزة.ولم يتمكن المستخدمون من الولوج إلى موقع رئاسة الوزراء الإسرائيلية، فيما وضعت رسالة على موقع "فالكون" الإسرائيلي، جاء فيها "توقفوا عن قصف غزة، ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين مستيقظين ومكشوفين وخائفين".
5.تعهد قراصنة مجموعة "أنونيموس" العالمية بمتابعة الهجمات الإلكترونية على الصين بعد أن اخترقوا بالفعل مئات مواقع الإنترنت هناك للاحتجاج الرقابة التي تفرضها بكين على الشبكة العالمية.وتركت "أنونيموس" على المواقع المخترقة رسالة تهدد الحكومة الصينية معلنة عن اختراقها، قائلة فيها إن غدا سيشهد "سقوط النظام الصيني".
6.وجهت مجموعة مجهولو سوريا "أنونيموس" رسالة تهديد إلى النظام السوري ضمن ما أسموه البيان رقم 1، الذي يجعل كل من يؤيد الرئيس السوري بشار الأسد عرضة لاختراق كافة حساباته على الإنترنت،ويمكنكم رؤية البيان ضمن  تسجيل فيديو تم بثه على يوتيوب.
7.سرقت المجموعة أموالا من بطاقات ائتمان لشخصيات كرواتية معروفة،ومن ثم تبرعتببعض هذه الأموال لجمعيات خيرية.وذكرت صحيفة كرواتيا تايمز أن من بين الشخصيات التي استولت المجموعة على بيانات بطاقاتها الائتمانية سياسيين وصحافيين وعلماء.
8.تعتبر المجموعة الداعم الأول  لموقع التسريبات الشهيرة "ويكيليكس" الذي أسسه جوليان أسانج وقد نشر مئات آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية، وأوقف في ديسمبر 2010 في لندن ووضع في الإقامة الجبرية في بريطانيا.وقد شهد عام 2010 تعاوناً مثالياً بين الطرفين، بعد أن قام ويكيليكس بنشر مستندات سرية جداً حصل عليها بعد أن قام أحد أفراد مجموعة "أنونيموس" باختراق أنظمة مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية "ستراتفور" في الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 2012 قررت المجموعة أن توقف دعمها الذي امتد لأكثر من عامين لموقع التسريبات الشهيرة "ويكيليكس"، بحسب ما أوردته المجموعة على موقع تويتر.
9. أكد النظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي -البنك الفيدرالي المركزي بالولايات المتحدة- اختراق أحد مواقعه الإلكترونية الداخلية في وقت سابق هذا الإسبوع إلا أن هذا الاختراق لم يؤثر على أي من خدمات البنك الحيوية.
وكانت مجموعة القراصنة المجهولون "أنونيموس" نشرت بيانات أربعة آلاف مصرفي على أحد مواقع الحكومة الأمريكية مساء الأحد الماضي، وأشير إلى ان تلك البيانات سربت من أحد خوادم النظام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ورفض متحدث رسمي باسم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تصريحات أمس الأربعاء لوكالة "رويترز" الإخبارية ربط الواقعتين ببعضهما البعض، حيث إكتفى بالإشارة إلى أن نقطة ضعف في أحد مواقع البنك استغلها القراصنة لاختراقه للحصول على بعض المعلومات غير الهامة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن نقطة الضعف تلك تم سدها فور إكتشاف الاختراق وان لا خطورة من أي مما سرب من بيانات، موضحاً ان تلك المعلومات التي سربت تستخدم فقط في أوقات الكوارث الطبيعية والأزمات.
وتضمنت القائمة التي نشرها قراصنة "أنونيموس" على حساب عملية "Last Resort" بموقع "تويتر" معلومات جزئية لشخصيات مصرفية أمريكية مثل عناوين بريدهم الإلكتروني والعناوين الرقمية لحواسيبهم "IP" وأرقام هواتفهم وأجهزة الفاكس الخاصة بهم وعناوين المؤسسات المصرفية التي يعملون بها ووظيفة كل منهم.
وتعد عملية "Last Resort" بمثابة محاولة من مجموعة القراصنة الشهيرة للضغط على الحكومة الامريكية لتنفيذ مطالب تعديل قانون الجريمة الإلكترونية التي نشطت بعد انتحار ناشط الانترنت "آرون شفارتس".


الخاتمة:
الأنترنيت يتميز بعالم جميل ومضيء ومتعارف عليه وفي نفس الوقت يحوي على عالم  مخفي وراء الكواليس يتحكم به عناصر ذكية وخبيرة بالعالم التقني وملمة بكل نواحي تكنولوجية المعلومات وتتكتل هذه العناصر ضمن مجاميع غايتها الرئيسية الوصول الى الغاية بأستخدام جميع الوسائل المحرمة وغير المحرمة وتطلق على  نفسها مسميات غريبة وتتباهى وتجهر بالهجمات كما وأنها أبتكرت شيء او وسيلة للبشرية وتجدهم يتعايشوا معنا ولا يمكننا معرفتهم . تحارب هذه العناصر يوميا من قبل الجهات الأمنية التقنية التي تكشف وتسد الثغرات بأستمرار وتقوي القاعدة العلمية الأمنية لمنتسبيها وتختبر بين الحين والأخر مستوى أمنيتها , فالعدو الذي نواجه ليس مرئيا بل عبارة عن كود يصل الى ثغرة ويتسلل من دون شعورنا ويخطف ما يريد من معلوماتنا ومن ثم يستغلها للمنفعة المادية او التسلية, فيجب علينا أن نستعد أستعداد كامل لهذه اللعبة من خلال تقوية الجانب الأمني التقني في مؤسساتنا الأمنية وسد الثغرات والفرص التي تعتبر وسيلة لعدونا.